سنكتفى بوجبة واحدة.. ولقمة صغنونة تشبعنا.. ونضرب عصفورين بحجر.. منه إقتصاد وتوفير، ومنه ريجيم قاس مجبرون عليه.. خدنا إيه من التخمة غير المرض ووجع القلب.
وعلشان نكمل جميلنا سنبالغ بتضحياتنا ونقصر وجباتنا الثلاث على وجبة الفطار فقط.. فوجبة الغذاء مكلفة لم تعد تتحملها دخولنا المحدودة ومادمنا قرننا العطاء والتضحية فلنضحى بالغالى والثمين. بلاها لحمة وفراخ ورز ومحاشى وحمام وبط والذى منه وبجميلة يعنى إحنا اصلا كنا عارفين نشتريهم بعد التعويم. وإحنا الكسبانين كفاية إننا حنترحم من حسبة برما اللى أرهقتنا وتعبت عقولنا لتدبيرها. وطبعا اللى يقدر يستغنى عن وجبة الغذاء سهل جدا يبات من غير عشاء فالمعدة خلاص حتكون قفلت وده أمر صحى ننام خفاف أفضل زى مابينصحنا الدكاترة.. ياسلام لو طبقنا النظام ده أكيد حتنتهى كل مشاكلنا الأسرية ويعم الهدوء البيوت بعد سنوات عصيبة علت فيها صراخ الزوجات والأزواج بسبب ضنك الحال والغلاء وسنينه.. والأكيد برضه إن حالات الإنتحار ستقل ولن نسمع عن زوج يلقى نفسه من الدور السابع بسبب أزمة مالية، وآخر يقتل أسرته بعدما أثقلته الديون وعجز عن تدبير حياة كريمة لهم، أو زوجة تشعل النيران فى نفسها بسبب ضنك حالها وفشلها فى تدبير قوت أولادها.. كل هذه الكوارث ستختفى بالحل السحرى عندما نكتفى بوجبة واحدة ونقتنع إن لقمة صغنونة تشبعنا وتحمينا من التخمة ومن الكوابيس. وياسلام لو كملنا جميلنا ولعبنا رياضة يعنى نركب عجل وياريت منستخسرش كام ألف نشترى بيهم نوع نضيف ولو معرفناش ممكن نشترك فى جيم يعنى متين تلتميت جنيه حاجة بسيطة خالص ولو ده صعب نكتفى بالمشى ودى برضه رياضة بسيطة المهم نمارس الرياضة، ده إذا كان عندنا شوية صحة فاضلة، وحتى لو مفضلش إحنا مطمنين إننا لو لا قدر الله أصبنا بأى مرض إنيميا أو فقر دم أو لين عظام وإستبحس أو مرض خبيث لعين أو مرض طيب وإبن حلال نقدر عليه وتعودنا عليه زى الضغط والسكر وخلافه، ستفتح لنا أبواب أفخم المستشفيات على مصراعيها بسهولة وبالعناء، ولا حاجة لواسطة أو مبالغ ضخمة للتأمين.. ده غير العلاج المجانى اللى وفرته الدولة لكل مريض مهما كانت ظروفه وإمكاناته المادية. وده كفيل إنه يخلينا مطمنين وحاسين بالراحة والهدوء ولا عمر أى مريض حيتعب نفسه ويحمل هم يجيب منين ويبيع إيه ويستلف من مين علشان يدبر ثمن علاجه ولايمكن ييجي فى مخه هاجس الموت ويتمناه ليس خلاصا من عذاب مرضه ولكن رحمة باسرته التى أنهكها تدبير تكاليف شفائه. كل هذه الهواجس لن تطارد أى مريض فيموت وهو مستريح.. خصوصا وإنه عارف إن الدولة حتوفر لولاده تعليم مجانى على أعلى مستوى يحصلوا بعد إجتياز مراحله على أعلى وأعظم الشهادات المعتمدة دوليا ومشاد بها عالميا، ولن ينتظر طويلا هؤلاء الأكفاء المسلحين بأحدث اسلحة العلم للحصول على وظيفة، فمجرد تخرجهم تفتح لهم جميع أبواب العمل جوة وبره البلد كمان. مش بس كدة ده غير الشقق اللى باقساط ميسرة ومقدمات معقولة يعنى حسبة خمسميت سبعميت ألف جنيه.. وممكن كمان يشطبوها ويجهزوها بأرقام فى متناول أى شاب مش حتزيد عن مليون جنيه..
شفتوا إزاى أد إيه وجبة واحدة تكفى وزيادة، وإن طمعنا وجشعنا وتخمتنا هى سبب كل بلاوينا.. جوعوا تصحوا أو موتوا جوعا تريحوا وتستريحوا.
___________
بقلم: هالة فؤاد